نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا أعمل كمديرة لإحدى المدارس الحكومية، أعاني من إهمال المدرسات وكثرة أعذارهن، وكثيرا ما أقع في الحرج عند زيارة الموجهة التربوية، فأقع في الكذب للدفاع عنهن... كيف أجعلهن أكثر حبا للعمل وأكثر مواظبة؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن المديرة في المدرسة بمثابة الربان للسفينة يتوجب عليها أن تبحر بمن معها بشكل فيه قدر من الحزم والحيطة.
والمدرسة عامة مسئولة أمام الله عن الوقت الذي هو حق للطالبات ويجب صرفه في الأمور التي تنفعهن من دراسة ونشاط وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالعملية التربوية، والتي تتهرب من العمل في الغالب هي أستاذة سلبية تعاني من بعض الاختلال الذي ربما كان مرجعه علميا أو تربويا في أصل التنشئة، أو لديها بعض المشاكل الأسرية، أو أنها إنما دخلت هذا المجال بحثا عن الدراهم دون أن تكون لها رغبة في تعليم الآخرين والمشاركة معهم بشكل جاد، وهذا مما يدفع للسلبية وحب الاعتذار والميل إلى النوم والكسل.
مرحبا بك أيتها الأخت الفاضلة نشكرك على التواصل مع الموقع ونضع بين يديك بعض المقترحات لعل الله ينفع بها:
تذكري أن الجميع من طالبات ومعلمات أمانة في عنقك، وأن الأمانة تحرم خيانتها... وضع كل ذلك نصب عينيك يجعلك تغلبين جانب العدل فغياب المدرسة غير المبرر يلحق ضررا بالطالبات، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا ضرر ولا ضرار».
لابد من قدر من الجد والحزم مع بعض الموظفين، ويكون ذلك بعد المناصحة وتبيين خطورة هذه السلوك على مستقبل الطالبات التحصيلي.
يجب أن يكون التواصل جيدا بين كل المسئولين عن الهيكلة التربوية في المدرسة، وأن يكون هناك نقاش هادف وتداول في قضية تغيب بعض المعلمات عن عملهن- هداهن الله.
في بعض الحالات المستعصية يحسن استخدام الردع في الحدود التي وضعتها الجهة المعنية بالعملة التربوية، ولا أقل من ترك التستر على من ثبت أنها تتغيب لغير مبرر مقبول.
لا بد أن تتوفر في كل مدرسة كفاية من المعلمات بحيث لا يجلس الأطفال في فراغ تربوي عند غياب بعض المعلمات.
لا ينبغي للمديرة أن تكون حجر عقبة أمام تطبيق النظام الذي ما وضع أصلا إلا لمصلحة الجميع.
عليكم بإقامة بعض الدورات والملتقيات التربوية التي تدرب المعلمات على أفضل الطرق للتعامل مع الطالبات، والتي تمنح المدرسة قدرا من الشعور بالغبطة والسعادة داخل الجو المدرسي... فكثرة الغياب سببها نوع من الإحباط وعدم الرضى الذي لا مبرر له وهذا يعني أنه يمكن أن تساعد المدرسة على التعاطي مع الواقع بطريقة أكثر إيجابية.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.